ليلى قاسم.. العاشقة الجميلة، كانت تعرف أنّ عشقَ وطنٍ وحرية ليس طريقاً مطرزاً بعبق الورد وأن الحياة دون حرية لا طائل منها.
وهبتْ ليلى قاسم أغلى ما تملك، وهو روحها من أجل وطن اسمه: كردستان، نساء في مثل سنها ربما كنّ يفكرن لحظتها بفارسِ أحلام يأخذُها إلى مرابع الأنس، وقصائد يشتهي كتابتها العُشّاق.
وكان لـ ليلى هذه الفتاة الكردية الزاخمة والمفعمة بعشق كردستان أن تعشق فارساً آخر.. فارساً من طينة أحلى، وكانت على دراية ويقين أنها تلعب بالنار،
وتتجاوز كلّ الخطوط الحمر عندما فكرت بأن تكون في بلد ترتفع فيها راية الخلاص والحرية، هذه الحرية التي لا تعرف طريقاً تعبده قصائد الشعراء ، الحرية تعرفُ من لوحة البوح لوناً واحداً ووحيداً، وهو لون الدماء التي تتعطّر أرض كردستان بها.
الطريقُ الذي رسمته ليلى قاسم في دفتر عشقها الوحيد كان: الحرية، رسمت خطاً، ودعت جمهور العشاق ليكونوا على قدر الوفاء لهذه الشمس التي تسطع اليوم على أرض بلادها.. بلادنا، وكان اللاحقون من أجمل ما كان في تصوّر ليلى.. لم يتركْ أولئك العظام دماء وآلام التعذيب التي عانته ليلى تذهب هدراً وهباء.
لقد سقط الكثير من هؤلاء النبلاء، وكان كلُّ واحد منهم يمني عيونَه ليرى بها " آلا رنكين " ترفرف على ربا وجبال كردستان، كانت تلك أمنية، لم تتحقق، لم يكحل هؤلاء عيونهم بهذا المنظر البديع.
تحققَّ لهم ما أرادوا، وما تمنّوا، وكان لعيون ليلى قاسم اليوم أن تنتشي، أن ترقص عيناها كرمى لعيون عشيقتها: الحرية.
ليلى قاسم، نحن اليوم.. نساء الكرد.. رجال الكرد، مازلنا نحمل حلمك، مازلنا في طور تحقق أمانيك البديعة.
هنيئاً لـ ليلى قاسم وهي خالدة في ذواتنا، هنيئاً لها وهي تتربع على مجد الوطن العظيم كردستان.
يااه!! كم فتاة كردية الآن في أربع بقاع كردستان تحمل اسم ليلى!
لقد حافظنا بكلّ أمانة على بريق اسم ليلى، وحملناه على ظهورنا صليباً للانعتاق، والتوق للحرية، رغم رياح سوداء، وغبار، لازمَ – ومازال عيونُ كلِّ كردي، وكل كردية!!